
بدأت حياة دييغو مارادونا، في كوخ بسيط بين أزقة حي فيوريتو في الأرجنتين، والده كان مجرد عامل فقير، وكانت كرة القدم بالنسبة له اللعبة المفضلة، فلم تكن تعجبه ألعاب الأطفال الآخرى، وفي سن الحادية عشرة، بدأ اللعب لنادي أرجنتينيوس جونيورز، ومنذ ذلك الحين بدأت مسيرته الكروية.
تغيرت حياة دييغو مارادونا (Diego Maradona) منذ أن لعب أول مباراة له في دوري الدرجة الأولى، وتقول والدته خلال مقابلة فيلم وثائقي للمخرج البريطاني آسيف كاباديا، “عندما رأيت أنا ووالده مارادونا يجري في الملعب بدأنا بالبكاء”.
ورفض اللاعب الأرجنتيني خلال الفيلم الوثائقي سؤاله عن رأيه حول قول البعض أنه خليفة لبليه، حيث كان جوابه، “الآن، أنا ببساطة أريد أن أكون مارادونا، لا أريد أن أكون خليفة أحد، ولا أن أكون بيليه الجديد، أنا الآن مستمتع بالشهرة والمال”، بهذه العبارة لخص جوابه.
وأضاف سأتابع اللعب مع فريق بوكا جونيورز الأرجنتيني، لأنني أعرف أن البوكا بحاجة إلي، وأن طموحه هو اللاعب في صفوف المنتخب، على اعتباره حسب رأيه أنه طموح كل لاعب.
وقد وصفه الأسطورة البرازيلي بيليه، بكونه فعلا لاعب عظيم ولديه موهبة وكل شيء، وسوف يكون على قدر المسؤولية في صفوف المنتخب، وذلك ما بين عنه لاحقا دييغو في كأس العالم.
كانت صفقة انتقال دييغو مارادونا إلى اللعب مع الفريق الإسباني برشلونة بعد نهائيات كأس العالم 1982، هي الأعلى قيمة في تاريخ كرة القدم آنذاك، وقد بلغت قيمتها نحو 7.6 مليون دولار، وذلك قبل تعرضه لإصابة خطيرة في الكاحل، وبعدها سينتقل إلى اللعب في الدوري الإيطالي، مع فريق نابولي، الذي كان يعاني من أزمة إقتصادية وعليه ديون كبيرة.
بالنسبة لدييغو كان انتقاله إلى إيطاليا، بمثابة رحلة بحث عن السلام بعد المشاكل التي واجهها في برشلونة، خصوصا بعد التصريحات التي كان قد خرج بها رئيس النادي بخصوص عدم الانضباط وحياة الليل التي كان يعيشها مارادونا.
إنتقال النجم الأرجنتيني إلى نابولي، قادما من الفريق الاسباني برشلونة، أثار الكثير من الجدل، حيث وجهت الصحافة أصابع الإتهام إلى النادي وعلاقته بمافيا الغومورا التي كانت تنشط في المدينة الإيطالية، وحدث أن طرد رئيس نادي نابولي أحد الصحفيين من القاعة خلال الندوة الصحفية لتقديم اللاعب الأرجنتيني، وذلك بعد توجيهه سؤال حول علاقة أموال المافيا بالنادي وصفقة انتقال مارادونا.
واعتبر رئيس النادي، كورادو فيرلاينو، أن مثل ذلك السؤال بخصوص الأموال القذرة، بمثابة اهانة كبيرة، ورفض الإجابة عليه، وفي المقابل طلب من الصحفي الذي طرح السؤال مغادرة القاعة.
خلال الندوة الصحفية صرح دييغو مارادونا بأن تجربته مع نادي برشلونة توصف بالكارثة وخرج منها مفلسا، حيث لعب مع الفريق الاسباني موسمين دون أن ينهي أي واحد منهما بسبب المرض والإصابة والإهانة.
كانت أول مباراة لدييغو مع فريق نابولي أمام فريق فيرونا، وكان نابولي في ذلك الوقت فريقا غير ناجح حيث لم يفز بأي بطولة للدوري، فقط ببطولتي كأس، كما أن دييغو كان مختلفا في طريقة لعبه، فهو ليس طويلا ولا يمكنه القفز عاليا، وأيضا بنيته الجسدية ليس قوية للاحتكاك مع لاعبي الخصم، ولكن بالرغم من ذلك تمكن من تحسين نتائج نابولي، فبالنسبة له الأمر ليس له علاقة بالعضلات، بل بالعقل، مما سمح له أن يكون أفضل من الأخرين، فكرة القدم هي لعبة الخداع والعقل.
مع انتهاء البطولة احتل فريق نابولي بفضل إضافة مارادونا، المركز الثامن بعدما كان مهددا بالسقوط إلى دوري الدرجة الثانية، وقد ترجم هذا التحسن الجمهور الإيطالي، الذي أضحى يعبر للاعب القادم من الأرجنتين، عن حب كبير، إلا أن النهاية لم تكن سعيدة.
عندما وصل دييغو إلى مدينة نابولي كان في استقباله نحو 85000 ألف شخص، ولكن عندما غادرها كان لوحده، وبعد أسبوعين من مغادرته، اقتحمت الشرطة شقته في بوينس أيرس، حيث تم اعتقاله في حالة تخدير مع صديقين له وحجز غرام ونصف غرام من مخدر الكوكايين.
كانت نهاية أسطورة مارادنا محزنة بعد تركه كرة القدم القدم، فقد كانت بالنسبة له كل حياته.